الحلقة الخامسة
جهزنا أغراض الرحلة وكل مايلزمنا طبعامن الشاي
والقهوة والتمر والحلى.....
استعدينا للانطلاق وبداية رحلتنا
قلت لها سأذهب لإحضارالسيارة وبعد قليل ستجدينني
عند الباب الخارجي..توقفت بالسيارة عند الباب..
ثم خرجت(هي) تمشي مشيي السلحفاة ولم تغلق باب المنزل خلفها..!!وركبت كعادتها بالتقسيط المريح والحمدلله أنها أغلقت باب السيارة (وإلا كان علوم)...
قلت لها ..... أنتم في بيت أهلك كنتم غير متعودين على إغلاق الأبواب عندما تخرجون...؟
فضحكت ببلاهة...وقالت :ياشين مزحك يووه نسييت أسكره....
ترجلتُ من السيارة وأغلقت باب البيت ...واستقليت السيارة لأبدأمشوار عمرتي مع زوجتي.....وكعادتي عندما تتصرف هكذا تصرف أسرح قليلاً.....
وقد يسيطر عليّ تفكير عميق وتساؤلات أعمق
هل هذه تنفع أن تكون أم... هل هذه ستربي أولادي وهي هكذا....؟؟
أنا أعرف بالتجربة بأن فاقد الشيء لا يعطيه....؟
عندي إحساس بمسئولية تربية الأولاد تربيةً فيها من
الاعتماد على النفس الكثير.....
هذا الشعور يخيفني أنا أريد أماً لأولادي تحس بالمسئولية...
وما رأيته من زوجتي...لايوجد فيه أدنى درجات الشعور بالمسئولية...التربية أمرها عظيم... دائما أرددُ في نفسي...أعطني أما واعية..ومدركة..أعطيك أسرة صحية..أعطيك مجتمعاسوياً صالحاً....
ولكني أقف مصدوماً بواقعي مع هذه المرأة التي اخترتها
والتي انتظرتها3سنوات والتي لم أفكر في أحد غيرها...!!
عندما ابتعدنا عن المنزل
قلت : لها ما رأيك نأخذ لنا تصبيرة من بتزا هت أو دومنيز..حق الطريق..؟
قالت : أنا ما بي إذا أردت أن تأخذ فخذ لك أنت
أنا لاأشتهي الأكل في الطريق
(برأيكم هذه الزوجة كم ستأخذ من علامة في اختبارالمجاملة)
بدأنا بالرحلة وخرجنا من الرياض...
بدأنا بأحاديث المسافرين(ياحلاوْتك وأنتا معايا)
قلت لها ...حبيبتي صبيلي قهوة....
(أحاول أكون رومانسي) قالت..من عيوني...بس حبيبي وين القهوة..؟
قلت :لها ألمْ تضعيها في السيارة..؟
قالت: يووه الشغالة شكلها ورطتنا...
قلت في نفسي(أنا الذي تورط معك)
ثم عدت وقلتُ لها الحمدلله الخيرة فيما اختاره الله
قالت :والله إنك صادق الخيرة فيما اختاره الله.....وماهي حاجتنا للشاي والقهوة أصلاً...؟؟
حدثتني نفسي(سبحان الله كل شيء فينا مختلف بل هو اختلاف جذري)
بعدها حدثت نفسي أيضا
(لكن الأيام كفيلة بإذابة كل اختلاف إن شاء الله... قولوا إن شاء الله)
بدأنا في المسير...قطعنا حوالي 150 كيلوا ...
وتعدينا القويعية باتجاه الطائف...أُحس بأنه ينقصني شيء
بسبب عدم وجود القهوة معي....
قلت : ما رأيك لو وقفنا بعض الوقت وعملنا القهوة والشاي...؟
لم تمانع ست الحسن والدلال.....
أوقفت سيارتي بجانب المحطة واشتريت منها (زمازم لكي...) وأخرجت أدوات القهوة والشاي...
وعملت القهوة والشاي...وهي تنظر إليّ باستغراب
(وكأنها تنظر إلى حيوان جديد عليها ولاعجب فالناس أعداء ماجهلوا)
إذ يبدو أنها لأول مرة ترى (دافور) حيث إني عندما أشعلت النار لأعد القهوة ..إرتعبت وابتعدت إلى زاوية الجلسة
وهي تقول يمة يمة لا ينفجر الغاز....!!!
وأنا أقول في نفسي يمة..يمة تعالي شوفي(اللي قرا لابنك)
تم إعداد القهوة والشاي وانطلقنا إلى الطائف...
وبدأنا نتجاذب أطراف الأحاديث الجميلة المسلية
قالت : تتوقع كم قيمة الحقيبة الكحلية
قلت قووووولي لي أنتِ بكمممم (يبدو أن العدوا انتقلت إليّ منها فأصِبتُ ببلاهتها..)
قالت :قيمتها1600
قلت : بكم وكيف ولماذا ومن هذا ومن ذاك !!
(لقد أصِبْتُ بالبلاهة فعلاً)
لقد سلمت بأنها تعيش مشكلة داخلية عويصة
فهي تنظر للأمور نظرة شكلية...فمقياسها للأشياء مقياس شكلي يعتمد على الشكل والقيمة فقط ملغياً كل الجوانب الأخرى أياً كانت.....
ولكن كيف وافقت عليّ عندما خطبتها..وهي تعرف بأني...رجل من عامة الناس وليس عندي مايميزني عن غيري...!!
لقد خطبها الكثير غيري...وكانت من نصيبي...نصيبي... نعم إنه النصيب..النصيب..رددتها في نفسي....
إلى الآن ونقاط التقاطع بيننا لم أجدها فاختلافي
معها اختلاف يبدأ من الجذور...
ولكن لن أيأس وسوف نلتقي في أشياء كثيرة لابد من ذلك ...
نعم لابد من ذلك..
قطعت بصوتها حبل أفكاري...
وقالت : الشمعدان(اللي يحطون فيه الشموع)
الذي كان في زواجنا أتعرف من أين جاء به أهلي...؟
قلت : من أين ياهانم...؟
قالت : من سعد الدين...الموديلات التي في جهينة لم تُعجبْ أخواتي..؟؟
تدري بكم..؟ بتسعة ألاف..
تدري إني تسلفتُ(>هي)30ألف
لكي أشتري أغراض الفرح فالمهر الذي أعطيتني
لم يكفي لشيء فهو قليل جداً...!!!
(أنا مش آآدر خلاص نفوخي حيطء حينفقر)
سالفة الدين والسلف أحس إنها مصيرية
أحس بأنها بعد معلومتها هذه بدأت تحيك ثوبَ طلاقها
فهل ستكمل حياكة هذا الثوب....؟؟
يوجد بنات كل مهرهم لايتعد15أو 20ألف
وبحسن تدبيرهم كأن معهم50ألف
وحرمي المصون اقترضت مبلغ30ألف
للكماليات مثل الشمعدان والبوفيه
والكراسي والمناديل المذهبة والمصورة التي تصور الفرح!!
...........
أحببت أن أنقل الحوارمعها إلى منحى آخر...
قلت لها...أنت كم سنة مضت على تخرجك من الكلية..؟
قالت :ما أذكر بالضبط..يمكن3سنوات...لماذا... تسأل؟؟
قلت : لا أبدا لكن مارأيك لو تحثنا في تخصصك وذكرياتك في الكلية..
وفي الدراسة..... والشعر والأدب والمجتمع
قالت: ماذا تقصد بكلامك..؟أحاديثي لم تعجبك...
ًصح؟ ..لم تعجبك؟
قلت:بالعكس أحاديثك حلوة وأنت أحلى منها
(وأنا في نفسي أقول لو أستمع لأحاديثها تلك سأموت قبل أن أصل الطائف)
قالت : لو سمحت لا تتحدث معي...خلاص أرجوك لا تتحدث معي ولاتكلمني…>هي(مثل الأطفال كنا نلعب وبطلنا)
ألم أقل لكم بأن الحوار معها بحد ذاته يعتبر تكفيراً لي عن جميع ذنوبي....!!
طبعاً أخذت>(هي) بالبكاء والنحيب والدموع تنهمر منها...
ولا أعرف...كيف أتصرف في هذه الحالة..؟
فأنا أحياناً عند حصول موقف معها كهذا أصاب بالحيرةٍ
فلا أدري هل أنا قاسي من غير شعور ...؟
أو هل هي حساسة لدرجة لا معقولة...
استمرت بالبكاء والنحيب لدرجة أني اعتقدتُ بأن جميع من في حلبان وما جاورها... سيعرفون بأن حرمنا المصون تبكي...!! (في هذه اللحظة مررنا بمدينة حلبان)
في هذه الحالة فضلتُ الصمت...عدا بعض الأشعار التي أرددها على نفسي...علَ عقلها يستوعب شيئا مما أنشده
أو تشفق على من وحدتي التي وضعتني فيها رغم وجودها معي...!!
...ولكن هيهات...هيهات..فلا أذنٌ تسمع...ولاعقل يقنع...!!
استمرينا في الصمت...والصمت..فالصمت معها بالنسبة لي حكمة...فما أجملها وهي صامته...(فصمت الظالم عبادة)....
طال الصمت....
خطرت ببالي فكرة...فأنا لدي واجبات زوجية لابد أن ؤأديها..
والحال هذه...أملي فيها أمل إبيلس بالجنة..
خطرت ببالي فكرة....
قلت :أيي آآآه أي قدمي قدمي آآآه قدمي تؤلمني يبدو أن فيها شدٌ عضلي .....وخرجتُ بالسيارة عن الطريق
وأوقفتها....
قالت : سلامات...سلامات...
قلت : الله يسلمك عطيني ماء بسرعة..بسرعة...وناولتني الماء
شربتُ وحمدت الله على نجاح الفكرة (فالحطب طاح)
ولابد أن أتماسك...حتى أبلغ مرادي...
قلت : لها لم تذكري لي ياحياتي كم سعر مفرش السرير الذي في غرفتنا..؟؟
قالت: بصوت كله فرح (4500ريال) بعد التخفيض
لأنه كان ب6000ألاف ريال
قلت :والله باللاهي عليكي ما شاء لله عليكم غلبتوا صاحب المحل في السعر..!!
قالت : أخوي الله يخليه لنا هومن فاصل في السعر >هي(أخوها شاطر)
قلت :آمين الله يخليه لكم ويخليك لي ياأحلى زوجة في الدنيا
(الذيب ما يهرول عبث)
اقتربنا من الطائف كنت أنوي أن نبيت فيه ليلة
أو ليلتين ثم نذهب إلى مكة....
وصلنا الطائف....كنت قد حجزت قبل وصولي...
الحمدلله على الوصول....قلتها عند توقفنا..عند الشقق المقصودة...
أنزلنا الحقائب...دخلنا الشقة...
وأغلقنا الباب ورائنا....