يستخدم البشر اللغة والتخاطب كوسيلتي للتواصل اليومي اللازم للحياة في المجتمعات الإنسانية، ولتناقل الأفكار والمعلومات, وهما شيئان مختلفان تماماً. واللغة هي مجموعة من القواعد والأنظمة التي يشترك الناس في وضعها كي يستخدمونها للتواصل، أما التخاطب فهو الكلام بين الناس، الذي أحد وسائله استخدام اللغة للنطق.
الكلام عبارة عن فن مكتسب يتعلمه الإنسان في بداية حياته بشكل بدائي عن طريق نطق بعض الحروف والأصوات, ومن ثم تتطور هذه الخاصية مع تقدم الطفل في العمر والتعلم ممن يحيطون به في المنزل.
ويرتكز تعلم الطفل الكلام على أمور أساسية يجب توافرها بشكل طبيعي وتشتمل على:
توفر السمع الطبيعي, توفر العقلية السليمة لدى الطفل, وجود مصدر لغوي سليم يتعلم الطفل منه وهذا في الغالب توفره العائلة في المنزل عن طريق المحادثة بين أفراد العائلة والمحادثة مع الطفل نفسه.وحدوث أي خلل في هذه الأشياء غالباً ما ينتج عنه تأخر في النطق أو فقدان المقدرة على الكلام بشكل نهائي وذلك بحسب شدة تأثر العوامل السابقة الأساسية للنطق أو فقدانها.
ويبدأ الطفل في التواصل مع من حوله في الأيام الأولى من عمره ، ويتعلم الطفل بداية من استجابة أمه لبكائه بإطعامه أو عدم تركه وحيداً. بعدها يبدأ الطفل بملاحظة وتمييز أصوات معينة دون غيرها، والتفاعل معها ، كصوت أحد الوالدين، ثم يتطور الأمر نحو ملاحظة اللغة وأصوات الكلمات وتراكيب الجُمل والعبارات. والدراسات تقول إن غالبية الأطفال، في سن ستة أشهر، يلحظون ويميزون الأصوات الأساسية في نطق كلمات اللغة السائد استخدامها في المنزل.
وفي الشهور الأولى تبدأ عمليات نضج وتطور الوظيفة المستخدمة في نطق الحروف والكلمات، حيث يبدأ الطفل بإصدار أصوات يتحكم فيها ويتمكن من ترديدها من خلال أصوات المناغاة والاستجابة لها، وهي أصوات هادئة وجميلة وتُقال بشكل متكرر التشكيل والنبرة. ويتطور الأمر إلى أن يصل الطفل إلى عمر ثلاث، وأربع، وخمس سنوات.إذن فإن قدرات الطفل على تعلم المفردات الكلامية تزداد بوتيرة متفاوتة السرعة، ومن خلالها يبدأ الطفل في التحكم بقدرات الكلام وامتلاك حصيلة جيدة من اللغة.
ولأن قدرات التخاطب واللغة تتطور في السنوات الأولى من عمر الإنسان، فإن أفضل ما يساعد الأطفال على اكتساب المهارات اللغوية والكلامية هو العيش في أجواء وبيئات غنية بالأصوات والمشاهد، والتعرض المتناسق والمتناغم لكلام ولغة الآخرين.ولدى الدماغ قابلية عالية في مراحل تطوره على اكتساب أي لغة أو لغات أثناء تلك الفترة، ويصعب الأمر كلما تجاوز الطفل تلك الفترة